رصد تأريخى للحركة الثقافية الأمازيغية بالمغرب.. البدايات

إن المتتبع للمشهد الأمازيغي في السنوات الأخيرة سيستشف بجلأ أن منطقة أسامر عرفت منعرج تاريخي بدأت فصوله سنة 2001 حين إكتملت عملية تخمر فكرة تأسيس آليات عمل نضالية شبابية منطوية تحت لواء الحركة الثقافية الأمازيغية والمثمتلة في تنسيقية أيت غيوش, التي شكلت نقلة نوعية في تاريخ نضالات الحركة الأمازيغية، حيث تمكنت هذه الأخيرة أن تخرج الفعل الاحتجاجي الأمازيغي الخالص الى الشارع لأول مرة في تاريخ المغرب بشكله الشمولي بحمولة ثقافية وإقتصادية وإجتماعية تحت شعار "تمازيغت د تمازيرت" وتفرج بذالك عن مفهوم الإحتجاج الأمازيغي،

 ليصبح حمل ثقيل تبوح به حناجر الطلاب والتلاميذ ويتغنى به الشعراء في الأمسيات والأعراس وينسج به المغنيين سمفونيات تحاكي التاريخ، ويحرك به الفنان ريشته ليرسم الهموم والمعانات والأفراح، وجعله البناء رموزا يخطط به الجدران إينما حل وإرتحل، ليصبح النضال في الجنوب الشرقي نمظ عيش.

 فتح الأمازيغ عيون المهمشين والمقصين على عديد المفارقات من قبيل المغرب النافع والمغرب الغير النافع.. وما تحت الأرض فهو ملك للدولة بإستثناء الجثت التي يدفنها هو بيده، والعديد من الظابوهات، هذا التحول الجذري في مفهوم النضال الأمازيغي نتج عنه تفجير العديد من المحطات النظالية بدأت بالوقفات الظلابية المطالبة برفع التهميش والإقصاء والكف عن نهب الثروات الطبيعية والمساوات بين الطالب المغربي وفك العزلة عن القرى والإعتراف بأمازيغية المغرب وصولا إلى المطالبة بمقاطعة اللإنتخابات سنة2007.

بالإظافة الى العديد من المسيرات الإحتجاجية في مختلف مواقع التنسيقية، هذا التحول الجدري في مفهوم ومحتوى و وتيرة النضال المتسارعة المفعمة بحيوية الشباب وحنكة الشيوخ والتي أحيت هبوب رياح الرفض من جديد لم يكن المخزن ليفرش لها الزهور، بل سخر لها جميع الوسائل الخفية والمرئية بالكم والكيف الذي لا يمكن تخيله ،فبالإظافة إلى المواجهات القمعية والمحاكمات  والإعتقالات، إستعان المخزن بأعوانه من الشيوخ والمقدمين و السياسين من داخل مافيات الأحزاب قصد التشويه والنيل من عزيمة كل من سولت له نفسه التفكير في إمكانيات التغير،

إن التحديات كبيرة والمسؤلية الملقاة على عاتق كل مناظل أمازيغي أمانة تاريخية تراقبها عيون الأمهات و الأباء التي أنهكها الفقر و القهر ، والأطفال الذين يحلمون بمستقبل مشرق يعيشون به في وطن ديموقراطي لا يحسون فيه بالإغتراب الهوياتي والإقتصادي،ولا يساقون كالقطيع لتحقيق مصالح من كانو ينعتوهم إلى الأمس القريب بالمجرمين..

منقول عن حسن اوتزاكورت