‏إظهار الرسائل ذات التسميات أبحاث الطلبة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أبحاث الطلبة. إظهار كافة الرسائل
إن نمو الخط الفاصل في الواقعية السوسيولوجية بين الدول المتقدمة وتخلف الدول المتخلفة يسمح بالتعرض للمشكلة الرئيسية دون الخضوع في هذا الميدان إلى مفهومين خاطئين وشائعين في آن واحد, أحدهما يدعي أن الدول المتقدمة الحديثة أسيرة ماضيها فقط ولا تقوم في نهاية المطاف إلا بتشخيص مسرحيات درامية عتيقة وبألبسة عصرية.
المفهوم الآخر لتفوق الدول المتقدمة الحديثة يكمن في أن الدول المتقدمة الحديثة قد تخلصت تماما من ماضيها, وما هي إلا وليدة حقبة لا تدين بشئ إلا لنفسها.
بحث حول الخط الفاصل بين الدول المتقدمة والمتخلفة

ما علاقة تقدم ترتيب الدول المتقدمة الحديثة وتراجع الدول النامية المتخلفة؟

لعل أبرز ما يجعلنا ندخل غمار هذه المقاربة السوسيو تنظيمية هو اتساع الهوة بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة السالفين الذكر سواء من الناحية الإقتصادية أو السياسية أو الفكرية..
تلك مسألة تؤرق الجميع وأرى من واجب الكل معالجة الوضع, فالفجوة الحضارية القائمة بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة تزداد تقدما في كل لحظة, لو فرضنا جدلا أننا نتقدم فإن سرعة تقدمنا لا تتجاوز سرعة مسير الذابة, بينما تتقدم الدول المتقدمة الحديثة بسرعة الطائرة أو أكثر.
إضافة إلى تحكم الدول المتقدمة الحديثة في بنياتها الإجتماعية وترك العقل والعلم حرية التسيير والتدبير من أجل بناء صرح مجتمع حداثي وديموقراطي عكس تخبط الدول المتخلفة التقليدية في جلبابها الديني واستعمال السلطة السياسية بشكل دفاعي مغيبين في ذلك المبادئ الأساسية للديموقراطية والتقاطع معها بسيطرة الأقلية على الأغلبية..
إن الصراع من أجل الحصول على الإعتراف والتقدير يتيح لنا نظرة أعمق في طبيعة السياسات الدولية, فالرغبة في الإعتراف التي أدت إلى المعركة الدموية الأصلية من أجل المنزلة بين شخصين متحاربين, تؤدي منطقيا إلى الإمبريالية والإمبراطورية العالمية. والعلاقة بين السادة والعبيد على المستوى المحلي تتكرر بالضرورة على مستوى الدول حيث تسعى الأمم بوجه عام إلى نيل الإعتراف وتنخرط في معارك دموية لفرض السيطرة..
  • مع مرور التاريخ، تطورت الأساليب وأصبحت الحاجة أكثر إلحاحا إلى استعمال العقل والسير وراء المعرفة لأن هذه الأخيرة هي الكفيلة من أجل خلق الإستثناء والبروز في الواجهة ومواكبة العصر الحديث.
  • الكل على علم أن الفجوة بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة تتزايد سعة وعمقا كلما تقدم الزمن, وتتضاعف كلما تقدم التاريخ مما يؤدي إلى زيادة تحكم الآخر بمقدرات الدول المتخلفة التقليدية وسيطرتها على مواردها وبالتالي على كيانها بل وجودها، آنذاك تهدر إنسانية الفرد أو الجماعة أو الشعب بأكمله, وأستحضر قولة الرفيق إميل توما في هذا السياق حيث أطلق على الظاهرة لطم الخدود وشق الجيوب..
ختاما لا خيار أمامنا سوى التعليم والتفكير أو الموت, حيث لاحياة إلا بالتعليم والتفكير وإطلاق العنان لقوة التفكير لدى الانسان, فالتفكير هو الحياة المليئة المتجددة المستوعبة والظافرة والصانعة لمكانتها ومصيرها وموت التعليم والتفكير لدى الانسان هو النكوص والتقهقر إلى مستوى الحياة النباتي والدخول في فئة الشعوب المستغنى عنها.
الماء مورد طبيعي متجدد لا ينفذ بالاستهلاك وسر الحياة على كوكب الارض بعد الاكسجين, يزخر الوطن العربي بموارد سطحية متنوعة وموارد باطنية مختلفة, منها الثروة الحيوانية والثروة المائية التي نحصل عليها من مياه الامطار التي تتسرب الى باطن الارض وتخزن هناك.
يتميز الوطن العربي بالمجال الفلاحي والثروة المائية التي تتمركز في نقاط تدفق مياه جوفية وباطنية طبيعية لتخرج لنا على شكل عيون وابار.

مجالات استخدام الموارد المائية الجوفية

يستعمل الماء في حياة الانسان في عدة مجالات مختلفة فهو اصل الاحياء وسر الحياة على كوكب الارض, ندكر خمس استخدامات للمياه في الحياة اليومية, الشرب والطهي والاسخدامات المنزلية الاخرى, توليد الكهرباء من السدود عبر تحويل الطاقة الحركية للماء الى طاقة كهربائية متجددة بواسطة المحولات الكهربائية, يستعمل الماء ايضا في الري الزراعي ومسؤول عن تبريد المحركات الصناعية ويدخل في مكونات دائرة التبريد الميكانيكية للسيارات.
من هنا يضهر لنا اهمية موضوع الماء لذالك وجب الحفاظ على الموارد المائية من الاخطار المهددة لها والمحافظة على سلامة هذه الأوساط المائية من مصادر تلوث المياه في الطبيعة.
بحث حول الموارد المائية وسبل استغلالها والمحافظة عليها

موضوع حول الموارد المائية وتوزعها الجغرافي بالمغرب اقليم تاونات

تعرف مناطق تاونات في الآونة الأخيرة جفاف المدخرات المائية الجوفية المنبعثة من الوديان والآبار، رغم توفر الاقليم على ثروات مائية طبيعية مهمة, فتواجد أنهار ووديان مثل ورغة وسبو لم تشفع لاقليم تاونات للنجاة من موضوع شح المياه رغم سدوده الخمسة المترامية على ضفافه والتي يعتبر أحد هذه السدود أكبر سد في المغرب وثاني اكبر سد في إفريقيا وهو سد الوحدة الذي مدت منه قنوات مائية ضخمة لتصفية ومعالجة مياه السد لتصبح صالحة للشرب من أجل تزويد مدن فاس ومكناس بالماء عبر المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب.

نتائج ندرة الموارد المائية على حياة الانسان

  • إفلاس قطاع الفلاحة الزراعية : من الاسباب التي تدفع الانسان الى اللجوء الى الطبيعة زراعة المحاصيل وتربية المواشي والأبقار والبهائم, وفي ضل ندرة المياه يتاتر مربي الماشية الدي يعتمد على الناتج الزراعي للمحاصيل الزراعي لتغدية المواشي.
  • تنامي ظاهرة الهجرة القروية (النزوح الريفي) : ظاهرة الهجرة القروية بعبارة اخرى النزوح الريفي هي عبارة عن هجرة داخلية ونزوح السكان من القرية الى المدينة المعاصرة هده الهجرة الريفية الداخلية والخارجية لها اسبابها وانواعها ونتائجها.
  • تدهور الاقتصاد الصناعي التجاري وتراجع الاستثمارات الاجنبية : يرجع تدهور الصناعة التي تلعب دورا مهما في تقدم المجتمع ورفاهيته الى ندرة الموارد المائية مما يودي الى تراجع مشاريع التنمية الاقتصادية والصناعية و تراجع اثر الاستثمار الاجنبي المباشر على النمو الاقتصادي في مجال الصناعات البسيطة مثل صناعة الاكياس البلاستيكية واكياس المطاط الصناعي والنايلون ذات خطوط انتاج صغيرة, هدا التدهور الصناعي يؤتر أيضا على الصناعات المتطورة التحويلية والاستخراجية الحديثة.
7 افكار ومقترحات تساعدنا في محاربة تلوث المياه والحفاظ على الموارد المائية
  1. تحديد مصادر تلوث الماء والاعمال السلبية التي يقوم بها الانسان وتهدد موضوع الثروة المائية الطبيعية.
  2. ادماج الجمعيات في التنمية المحلية عبر التحسيس باهمية المياه وطرق المحافظة عليها وترشيد استهلاك الماء.
  3. التعريف بمشكلة نقص المياه و اخطار الاستغلال غير المعقلن للموارد الطبيعية للحد من استنزاف فرشة المياه.
  4. الكشف عن المياه الجوفية وتحديد أماكن حفر الآبار.
  5. انشاء محطات معالجة وتحلية مياه الابار للزراعة.
  6. معالجة المياه المستعملة واعادة تدوير مياه الصرف الصحي لحل مشكله هدر المياه.
  7. ابتكار طرق اخرى تساعد على الاقتصاد في استخدام الثروة المائية و ايجاد حلول للحد من التلوث البيئي.
كنت دائما انتظر فرصة حضور إجتماع تنظمه لجماعت ن بلفاع، لأتحرى حول مفهوم "لجماعت أو جماعَّة" كان لي زخم معرفي انتقيته من شهادات كبار السن بالمنطقة بالاضافة الى الكتابات الكولونيالة، فشاءت الصدف أن أطالع دعوة من خلال الصفحة الرسمية للجماعة الترابية بلفاع تدعوا كل الفاعلين المحليين لحضور اجتماع حول كارثة الفيضانات التي تواجه القبيلة برمتها، وكما توقعت بأن الحضور سيكون مهما لأهمية الموضوع، وكانت الفرصة لأتعقب ظاهرة الجماعة في حاضرها، لذالك سأحاول جاهدا بوسائل منهجية انثربولوجية إعداد خطاطة حول "لجماعت الماضي ولجماعت الحاضر ببلفاع" مبرزا حضور التقليد والتحديث معا، هل هما منسجمين معا،؟ هل إستطاعت القبيلة وبأخص بلفاع أن تستثمر في الثقافة المحلية؟

سأبدأ بالتقليد حيث كانت الإجتماعات الخاصة بالقبيلة تقام "بأسرير"يكون مكانا نواتيا للمجتمع المحلي وبه تناقش جميع أمور القبيلة، يحضر من كل "إخص" انفلوس يناقشون ويتشاورون وما كانت النساء تشاركن في الإجتماعات المقامة، على العموم هذه المشاورات كانت مبنية على العصبية بالدلالة الخلدونية، حيث يحضر ممثل نسق معين نظرا لقاعدته العائلية الواسعة بالإضافة الى حضور الصراعات الحادة داخل أي نقاش وهو ما يتسلل اليوم الى الجمعيات المحلية حيث تصمت العصبية الى أن تنفجر في جمعية معينة بين مؤيد ومعارض، فيكون المنتصر لمن كان له عدد مهم من عائلته داخل الدوار، ولاأحتاج لإعطاء الأمثلة لأن من يطالع مقالتي هذه، إن كانت له معرفة بسيطة عن العمل الجمعوي سيعي جيدا هذا الأمر، كي لاأبتعد عن موضوع الخطاطة يدرك الباحثون في الانثربولوجيا مامدى تسلط كبار السن على الشباب في مجتمعات "لجماعت" هذا طبعا يرمز الى ان البنية التقليدية للمجتمع انداك يربط بين الحكمة والسن (دراسة حسن رشيق "سيدي شمهروش"،عبد الله حمودي "دراسة الضحية وأقنعتها") فكلما كان شخصا مسنا كان حكيما، وقد أترث تلك التقافة في المجتمعات آنداك فاليوم كثيرا مايكون شيخ كبير غزير الحكم عكس الشاب اللذي يبقى محتكرا للتهور والكلام الفارغ من اي معنى، هنا تظهر قيمة الرواسب فما اللذي تغير في إجتماع اليوم لجماعت بلفاع حول موضوع الفيضانات بالقبيلة؟

لْجْماعت بين التقليد والتحديث بقبيلة بلفاع جنوب المغرب

سأجازف بالقول بان قبيلة بلفاع تحاول بشكل مقصود أو غير مقصود "برَقْرطَة" لجماعت وعقلنتها في شكل حداثي عصري، لقد كان الاجتماع في قاعة اجتماع مجهزة حديثة محترمة دائرية الأغورا فهي تهدف الى جعل المجتمعين جالسين بشكل دائري، سيظن القارئ أنني عندما تحدتث عن قاعة إجتماع عصرية أن الحاضرين كانو بلباس حداثي، لا بل حضر الجلباب وبصورة ملفتة للانتباه وبعض الجالسين في طريقة جلوسهم تتخللها جلسة "أسرير"أما المتغير أن الشياب كانو جالسين بالخلف و الملفت للانتباه فحضور ست نسوة التي القت إحداهن الكلمة، أيام أسرير ماكانت الهواتف الدكية تلتقط الصور لكن لجماعت اليوم تفعل دالك...
بدأت مداخلة رئيس الجلسة وكان يلعب دور المسير للإجتماع كانت أغلب المداخلات باللغة المحلية "تاشلحيت" إلا ثلاث مداخلات كانتا باللغتين العربية والدارجة، حضر الاجتماع حوالي خمسين شخصا اغلبهم شباب من مختلف مداشر المنطقة وأغلبهم يمزج بين العمل الجمعوي والسياسي وماتحدث كبار السن،لأن النقاش تحاول الفئة الشابة إضفائه بنوع من العلمية رغم الإختلاف الإديولوجي للجماعت،إلا أنها تحاول إخفاء الصراع وهو مالم يكن بمرحلة التقليد، لأني أعرف اغلب الأشخاص الحاضرين بالقاعة لاأخفي كباحث أنثربولوجي حضور الحشمة القروية، فطريقة تحدث البعض من المتدخلين رغم تكونهم الاكاديمي تظهر في نبرة الصوت نوع من الاحتشامية رغم الانفعالية عند البعض والبعض الآخر يغض بصره الى الاسفل وكأنه يظهر الوقار للجماعت...

 كثيرة هي الدراسات الكولونيالية (بالإنجليزية: Colonialism) (بمعنى الهيمنة والسّيطرة) التي تعتمد الإنقسامية في دراسة المجتمعات القروية، وهذا مانجحت فيه قبيلة بلفاع في دحضه فالجميع لايرى مانعا في دعم الجهات المختصة لأي جزء من  المنطقة لمواجهة الفيضانات فمثلا ممثل جنوب القبيلة يعطي أمثلة بمعاناة ساكنة شرق القبيلة والعكس، لكن القبلية تظهر بشكل خفي متسبرة في خطابات المتدخلين لاشعوريا فيقول أحدهم "أيت ميلك لها أناسها لاتهمنا" هذه الاخيرة جارة لقبيلة المتدخلين كان الحوار نادرا مايكتسي صبغة مباشرة، بل بالعكس تظهر "تيويزي" في صيغتها الجديدة فالكل مستعد للترافع على ملف الفيضانات ولانقطة اختلاف في الأمر وهذا الامر معروف لدى ساكنةالمنطقة قديما والجميل أنه يأخد صبغة عقلانية وهنا ساشير الى بعض التوصيات لاستثمار تقافة لجماعت وبلورتها في سياق حداثي يساير العصر.

-استثمار تقافة لجماعت مسألة ضرورية في أي مشروع تنموي خاصة بالمناطق القروية، مع إدخال تنقيحات "إشراك الجميع دون استثناء في أي اجتماع للساكنة" نساءا وشبابا وشيوخا وعمال واداريين وفلاحين و....
-تحسيس أهل القبيلة بأن "مؤسسة الجماعة القروية" هي لهم ومن حقهم إعطاء الكلمة في أي موضوع يهم القبيلة بشكل حضري فكما تمنح صوتك فامنح كلمتك...

-عدم إهمال مسألة جلسة شاي بعد أي اجتماع من هذا النوع لانها فضاء إضافي للنقاشات الفردية، ويمكن أن تسهم في تقوية المشترك الإنساني والحوار السليم، فالشاي رمز الجلسة عند القرويين خاصة من أهل الجنوب.
حاولت في هذه الخطاطة البسيطة المختصرة أن أوضح التقليد والتحديث في لجماعت وأراهن على أهمية استثمار الماضي ومحاولة تحديثه، وأخلص في الأخير بأن القرية المغربية خاصة بإقليم اشتوكة أيت باها تعيش على إيقاع دينامية سريعة، فعلى مدبري الشأن العام المحلي الإشادة أكثر بتراث أشتوكن من ثقافة إيكودار وتيويزي ولجماعت وفضاء أسرير....لأنه لايمكن تنمية أية منطقة خارج هذا الاطار المنبني على ماهو محلي والاستعانة بالخارجي، وإلا ستصير هذه الاخيرة شبيهة ببعض المناطق المغربية التي راكمت التصنيع لكنها فقدت هويتها فأصبحت فضاءات تحتكر إنتاج المواد الاستهلاكية والاجرامية في نفس الآن...أمهات عازبات، أطفال في وضعية شارع....

إعداد و تقديم حكيم بواسلي باحث في الانثربولوجيا
المراجع المعتمدة:
- الهادي الهروي،القبيلة الإقطاع والمخزن،مقاربة سوسيولوجية للمجتمع المغربي الحديث:1844-1934
- جاك بيرك" البنيات الاجتماعية للاطلس الكبير"
- روبير مونطاني "البربر والمخزن
إن الأسئلة الكبرى لتاريخ الفكر الانساني كانت وستظل دات طابع وجودي، فالمعارف والعلوم كانت دائما تساؤل الوجود، والأصل الإنساني، فطرح سؤال أصل اللغة أصل العرق أصل المعتقد ..
الأنثربولوجيا باعتبارها ثورة العلوم الانسانية بعد الحداثة، حاولت مسايرة الفلسفة في طرح أسئلة دات أبعاد وجودية عميقة، لذالك مافتئ الأنثربولوجي لايتخلى عن الرياضة الفلسفية، أما بخصوص الهوية فقد ناقشتها وتناقشها الفلسفة، وكذالك الأنثربولوجيا تحاول وبقوة فك شفرات التنوع التقافي عبر مسايرة موضوع الهوية بالجماعات الإنسانية، سأحاول في هذه الورقة ان استحضر العمق الانثربولوجي للهوية وربطه بميكانزمات المجتمع المغربي.
  1. أين وصل نقاش الهوية بالمغرب؟
  2. هل للموضوع أهمية داخل الفضاء العمومي؟
  3. هل يمكن إعتبار مؤشر الهوية منطلق نحو مجتمع يحقق الرفاه للمغاربة؟
لعل نقاش الهوية بالمغرب يجب أن يخضع لمنطق "الهويات"عودة منا للتاريخ المغربي، فلا يمكن تلخيص الهوية المغربية في مكون واحد لأنه مرت من هنا تقافات متعددة، أنماط تفكير مختلفة تقاليد ومعتقدات متنوعة… كما أنه من الصعب اليوم ان نلخص الهوية المغربية بمنطق الاحادية الهوياتية واعتبارا لم مر به مشروع بناء الدولة الحديثة المغربية بعد الاستقلال ف المغرب شهد انحيازا هوياتيا خطيرا طمست الهوية الأمازيغية بالاضافة إلى إهمال المكون اليهودي، ضمنيا لايمكن الجزم بأن المغرب كان مهيئا آنداك بشكل جيد للخوض في النقاش الهوياتي فعصرنة المؤسسات وتشييدها إن صح التعبير كان من هموم الساسة والمفكرين، لكن ضيع المغرب فرصة تشييد مشروع مجتمعي مند آنذاك،
بناء مشروع مجتمعي وإنجاحه مسألة ليست بالهينة كما لايمكن إنجازه بشكل فوري إن المشروع المجتمعي تراكم تاريخي بحمولته السياسية والاجتماعية يكون العقل عبر الفكر النقدي الحكم في إنجازه.

من البديهي أن المجتمع المغربي اليوم يعاني إرهاصات تنموية"خبزية"والكثيرون من اللذين لم يطلعوا على التجارب الإنسانية الاخرى، لايرون في النقاش الهوياتي أمرا مهما، لكن الامر مختلف تماما فالتنمية تنمية الإنسان تحت شعار التنمية حرية، وقبل هذا يجب أن نعَرِّف المواطن المغربي "كيف يريد أن يكون؟" ماهي الشخصية السيكولوجية والاجتماعية والتقافية التي يريدها المواطن المغربي....(تجاوز لمناخ يعيش تناقضات: تناقض اللغة مع الواقع،تناقض الدستور مع مناخ العدل والحريات.الميل نحو العنف والتطرف الديني وأحيانا العرقي أو القبلي...)
الهوية ورهانات المشروع المجتمعي المغربي قلم الباحث بواسلي

لقد دكر أمارتيا صن في كتابه "الهوية والعنف" أن أحد الباحثين البريطانيين قاما بمقارنة مشروع التنمية بغانا واليابان الباحثان البريطانيان يرجعان التنمية باليابان إلى التقافة ، فيبرران بأن التقافة لم تمنح الفرصة لغانا لرسم مشروع تنموي ناجح، فينفي أمارتيا صن مسألة التقافة في التنمية ليس بشكل قاطع بل يعتبرها مؤشر ضمن مجموعة من المؤشرات الأخرى، فيربط العالم الهندي نجاح التنمية في اليابان ببرنامج التعليم اللذي لم تتمكن غانا من تبنيه، وقد آستحضر امارتيا صن الغنى التقافي لغانا من طبخ وموسيقى ولباس وعادات…
فعلا إن المجتمع الياباني إستثمر في التقافة البودية (بودا يعني المتنور) هذه التقافة التي توصي بالعلم والابداع....هنا نلخص بأن التقافة لاأهمية لها إن لم يستثمر فيها بما فيها من خصائص هوياتية أيضا، هنا وجب الاطلاع على مؤشر الهوية اللذي لم يلقى إهتماما الا في الآونة الاخيرة بالمغرب وخاصة موضوع الهوية الأمازيغية، على أي يجب وضع الهوية في قائمة النقاشات اليوم وتحديد من هم المغاربة، فثنائية التضاد"الأصالة أو المعاصرة"لم تعد سائرة المفعول في أي إصلاح مجتمعي(المجتمعي ليس هو الإجتماعي فالأول شامل وجامع لكل الجوانب:السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتقافية…)
طبعا يجب استثمار الثراث الوطني في مشاريع التنمية وفي بناء الشخصية المغربية، ولايجب اختزال المغربي في خانتي مع الأصالة أو المعاصرة، بل يجب فتح افق الاختيار لأكثر من هوية، فالمواطن الأكثر انفتاحا هو الأكثر إنتاجية هنا استحضر الشخصية الامريكية فالأمريكي اليوم شخص يستطيع ان يتكيف مع اية تقافة في العالم لأن الثمثل الهوياتي للامريكي مبني على فلسفة الاختلاف، هذه الفلسفة ماأحوجنا اليها اليوم بالمغرب لنخرج من التحايز التقافي والأحادية الهوياتية، المغربي ليس مسلم فقط بل هو أفريقي وأمازيغي وعربي ويهودي… فكل هذه المكونات إضافة ومواد أساسية لبناء المجتمع المنسجم المتوازن وأن لاتكون لنا تمثلات ضيقة لمفهوم الهوية.

إن المشترك الانساني الوطني أكبر ضامن للإستقرار والتقدم، هنا أرجع الى التاريخ المعاصر عندنا من المعروف بأن الصراعات الايديولوجية بين التيارين الاسلامي واليساري التي عاشها المغاربة، أفقدتهم الطاقة نحو السير لايجاد طريق بناء الدولة الوطنية فاختزلنا الهوية إما في أن تكون مع اليساريين أو مع الاسلاميين، والتحقت الحركة التقافية الامازيغية بالمركبة فصرنا اليوم ننطق في معاشنا اليومي "أمازيغي،عربي،اسلامي" فوقع شرخ لمفهوم الهوية فلما لاتكون الهوية تتحرك وفق ميكانيزمات المشترك فانتمائنا لنفس "الطبقة" الاجتماعية هو انتماء هوياتي حتى المهنة هوية مشتركة،بالاضافة الى "النوع"أيضا:المرأة تنتمي الى صنف النساء كانتماء هوياتي ...... هنا مسألة هوية واحدة تعرقل أي مشروع مجتمعي، فَنَسُدُّ الافق أمام الفاعلين لتبني التعددية التقافية بل والحرية في الانتماء(مشروع الحرية في الآنتماء أعظم شأنا من مشروع التعددية في حد داته) فانطلاقا من مفهوم حرية الانتماء التقافي تظهر جليا معاناة المجتمعات الطائفية فموضوع الإرهاب اليوم لو ربطناه في المغرب بمسألة الهوية، لوجدنا أن الارهاب واللذي تتبناه فئة من أبناء الوطن ضد الوطن هو ناتج عن غموض ينتاب الشخصية المغربية، هذا السرطان الفتاك اللذي تصرف الدولة عليه ميزانيات كبيرة متبنية المقاربة الامنية فقط لمحاربته، لو فكرنا قليلا لوجدنا أن الحرية في الانتماء التقافي حل ناجع للقضاء عليه يعني أن نفتح الأفق للمغربي ليعتنق هذه الحرية(انت تحس أنك أمازيغي عبِّر عن انتماءك كما شئت في إطار عدم المساس بقدسية التعايش،أنت عربي عبر عن ذالك بنفس الشرط، أنت مسلم نفس الامر …

كانت للجماعات الأمازيغية ميزة "التتاقف" أي تلاقح التقافات في إطار التعايش، فلماذا تغض الدولة اليوم النظر عن هذا الإرث اللامادي؟
هذا السؤال مرتبط بإشكالية الإنحياز الهوياتي للمسؤولين المغاربة، وهي مسألة اليوم يجب أن يتعاملو معها بكل جدية لأن الحركة التقافية الأمازيغية اليوم لها قاعدة جماهيرية كبيرة لم تعرف التيارات الاخرى مثيلا لها، دون أن ننكر بكل موضوعية وجود تيار راديكالي داخلها والأخطر أنهم يمارسون السياسة تحت غطاء الدعوة الى التنوير الهوياتي، هذا الامر لن يكون جيدا في المستقبل لأن هذه الفئة تحس بالإقصاء والهدر لحقوقها التقافية،لذالك لابد من التصالح مع الدات المغربية،وإعطاء الكل الحق في الكلمة وتبني المقاربة التشاركية عبر نهج فلسفتي الاعتراف والاختلاف (من حقك ان تختلف معي كما لي الحق أن أختلف معك وليس بالضرورة أن تكون معي أو ضدي) هكذا يمكن أن نكون أمام إرادة قوية لمشروع مجتمعي يصون حقوق الجميع بانتماأتهم المختلفة في إطار نحن هويات ولسنا هوية واحدة.

حكيم بواسلي طالب باحثفي الأنثربولوجيا
المصادر :
أليكس ديتوكفيل : "الديموقراطية بأمريكا"
مورييس غوديليي "القبائل في التاريخ وفي مواجهة الدول"
أمارتيا صن "الهوية والعنف"
عبد الله حمودي "الحداثة والهوية"
حسان الباهي "فلسفة الفعل"
إن الفلسفة الحديثة تشتغل من أجل بلوغ كونية ومحلية متكاملتين، فالكونية التي لا تحترم خصوصيات المحلي ليست بكونية، والمحلي يجب أن يواكب بناء هذه الكونية، شق مهم من الفلسفة تسمى بفلسفة الاعتراف تسعى لضمان حقوق جميع الناس في إطار عدالة منصفة على تعبير جون راولز، هذا الاعتراف ليس عن مشروط بانتماءات مجالية أو تقافية. لغوية أو اثنية أو سياسية وحتى الجنسية (حقوق المثليين مثلا)....هذا بالاضافة الى أن العلوم الاجتماعية اليوم ( خاصة السوسيولوجيا والأنثروبولوجيا) تحاولان فهم بنيات الافراد والجماعات للرقي بها نحو إنسانية منصفة و ضامنة للحريات الأساسية.
سأحاول أن أصيغ ورقة حول موضوع مطلب الاعتراف بالسنة الامازيغية، مصورا بشكل أعمق الوضع الراهن بالمغرب للصراعات الأيديولوجية الصامتة التي تأخذ في شكلها طابع ماهو سياسي تنظيمي:

ثقافات شعوب العالم


كما أشرت في البداية إلا أن الفلسفة الحديثة لم تعد تنكب على ماهو ميتافيزيقي، بل صارت هي والعلوم الاجتماعية تحاور "المعاش" فالعالم عوالم والعقل الانساني عقول وتصورات مختلفة، فلا يمكن للإستبداد برأي واحد أو لغة واحدة أو دين واحد ...إلا أن يرمي بالإنسانية في مزيد من الحروب والدمار، لامناص في أن الواقع المجتمعي المغربي خاصة الشق التقافي منه هو مزيج من تقافات وروافد إمتزجت بالهوية الامازيغية التي قد تعايشت معها (التقافات جنوب صحراوية والعربية واليهودية والاورومتوسطية....)في إطار تقافة سعى بعض مفكرينا من التأسيس عبرها ل"تمغربيت" (الكلمة بالضبط تأخد في بنيتها اللغوية بنية أمازيغية) لكن مافتئوا يسقطون في تبني أيدلوجية أحادية تهدر ماهو أمازيغي واليهودي والعمق الأفريقي، وتقولب المد العربي في شاكلة المغْربة، وأية مغْربة تبنى خارج" أساس" (العودة الى تكرار أمازيغية بلدان شمال إفريقيا مسألة روتينية) قد إعترف به الباحثون الأجانب قبل أن تصل العلوم الاجتماعية إلى مجتمعنا، لذالك دائما تكِّنُّ تلك الطبقة من المؤرخيين والانثربولوجيين والسوسيولوجيين نوع من العداء الخفي للدراسات الكولونيالية، لأنها تضرب أطروحاتهم في الصفر.
إن المجتمع المغربي يحتاج الى تبني فلسفة الاعتراف ومحاولة التوافق بين المقومات المعاشة والترسانة القانونية، والحقوق الثقافية لم تعد من معجزات تسعى الشعوب الأكثر إنسانية ضمها لمكتسباتها، بل بالعكس صارت مختبرات الانثربولوجيا والسوسيولوجيا وعلم الأديان..... عندهم تسعى إلى صياغة خطة لدمج ثقافات الأجانب مع ثقافتهم المحلية، نمودج ألمانيا التي استقبلت أكثر من مليوني لاجئ منهم المسلمون الشيعة والسنة والمسيحيين واليزيديين...ووفرت جميع إمكانياتها المعرفية والبشرية من مساعدين اجتماعيين وخبراء في الهجرة و مختصين في الثقافات قصد إدماج هؤلاء بشكل لا يؤثر على أسس النظام الفدرالي الألماني ويمنح في نفس الوقت لتلك الفئة المستهدفة الفرصة لممارسة ثقافاتهم الأصلية.
في المقابل نجد المجتمع المغربي مازال يواجه تقاعس سياسي رهيب تجاه الثقافة الأصلية العتيقة، التي هي الأمازيغية والتي لاأحد يستطيع إنكار هذا المتن الثقافي الصلب، وهنا أطرح تساؤلات:هل ندفع كأمازيغ ضريبة أخطاء أجداد استشهدوا من أجل هذه الارض وغفلوا أن الكفاح ليس معارك البنادق فقط؟
هل نحن أمام بداية وعي يجب أن يخطوا نحب الثورة الهوياتية السليمة والسلمية؟
كيف ستفهم الدولة المغربية أن الأمازيغية ماض لم يمت بل عاد إلى الحياة وبشكل أقوى؟
ممارسة الأمازيغ لطقوسهم الثقافية لن يكون مقنعا بمنطق الإعتراف بالأقليات، لأننا لسنا أقلية ولسنا لاجئين بأرض أحد، نؤمن إيمانا علميا بأن لنا الحق في الإحتفال بكل ماهو أمازيغي، فالإحتفال إبتكار وتحضر ولا يعادي الإنسانية في أي شيئ، رأس السنة الأمازيغية طقس قد ظن القوميون أنه طمس ولكن بالعكس كان مخزونا ببيوت الأمازيغ يمارس كما يمارس طقس الكسكس يوم الجمعة، لكن الجديد في الأمر هو أن هذا الطقس صارت له الإرادة والقوة ليناقش بالفضاء العمومي قصد ترسيمه كيوم وطني له من القدسية ماللأعياد الوطنية الأخرى، وهنا نفتح الأفق نحو وطن يتسع للجميع لايهدر حقوق أحد في إطار تعايش إنساني.

 حكيم بواسلي  طالب باحث في  الانثروبولوجيا
 -مصطفى حجازي "الإنسان المهدور"
-عبدالله حمودي "الحداثة والهوية"
عبد الله العروي"الأصول الاجتماعية والثقافية للحركة الوطنية المغربية 1912-1930"
-أكسيل هونيث"الصراع من أجل الاعتراف"
أين المكان في هذا العالم الذي أصبح قرية؟ وأين الزمان في هذا العصر الذي تنطلق فيه ومضة ًليزرً إلى القمروتعود في ثانية واحدة؟ قل لي.. هل تملك ًعبقرية المكانً أن تسافر منه أو تهاجر؟ أو هل يمكن لها أن تنزوي وتنكمش؟؟

العقل

أعرف أن عبقرية الأفراد يحدث لها مثل ذلك, عبقرية "سقراط" إنتهت بكأس شراب مسموم, عبقرية "نابليون" جرى تسفيرها بالبحر إلى منفى في جزيرة "سانت هيلين", عبقرية "نيتشه" وصلت في النهاية إلى بيت منعزل على حافة جبل في "سلزماريا" قرب "سان موريتز" في سويسرا أقام فيه العقل الشامخ بعد أن غام ضياؤه ولفه الضباب..
لكم مودتي بقلم الأستاد رشيد مغيس.
القضية الأمازيغية التي يناضل عليها الصغير والكبير لا تنحصر في اللغة الامازيغية والتاريخ والعلم الامازيغي، بل هي قضية مصير شعب امازيغي برمته و حضارة امازيغية قديمة متجدرة في ظل الأزمة الخانقة التي حلت به منذ غزوه، فعندما نقارن الامازيغي الانسان بين سنوات ما قبل التاريخ وحاضر اليوم نجد فرقا كبيرا بين الامس واليوم.
كيف كان الامازيغ اصحاب علم وعلوم يستقبلون طلبة العلم من الاغريق والرومان وكيف اصبح الامازيغ والأمية والجهل تنخر كيانهم؟!
كيف كان الامازيغ الحقيقيون مزدهرين اقتصاديا واجتماعيا بسبب خيرات المنطقة التي لا تحصى. وكيف اصبح شبابه يلقي بنفسه في البحر ليصل للضفة الأخرى؟!
كيف كان الجيش الامازيغي يرعب أعتى الإمبراطوريات قوة في العالم ؟!
كيف كان يعيش الامازيغ في نعيم بشمال افريقيا وكيف أصبح يعيش في فقر مدقع؟!
كيف كان يعيش الامازيغ في عدل وقانون ومساواة وكيف اصبحوا يعيشون في قوانين مملكة الغاب القوي يأكل الضعيف؟!

السكان الاصليين لشمال افريقيا

بعدما كان شعب الامازيغ يسكنون القصور والمنازل الفخمة اصبح معظمهم يسكن في الكهوف باعالي الجبال والقرى النائية بعدما كان الامازيغ يملكون اراضي شاسعة يستفيدون منها اصبح معظمهم بدون ارض إذ نهبت وأزيلت منهم بالقوة وفوضت لغير اصحابها.. ناهيك عن العنصرية التي تطارد الامازيغي في لغته الاصلية وثقافته وتاريخه الامازيغي وطمس معاليمه وتعريب مناطقه وابنائه وتجريده من قيمه ومبادئه الأخلاقية وتشويه صورته وسجنه ولو بتهم باطلة.. من كل ما سبق فقضية الأمازيغ في المغرب، الجزائر، مصر، تونس، ليبيا وشمال افريقيا عامة هي قضية مصير شعب امازيغي، والصراع قائم بين أصحاب الارض والمنسلخون عن أصلهم من جهة وبين المسؤولين المفسدين من جهة أخرى..
صراع اليوم هو صراع لقيادة البلد إلى قمة التنمية وتحديد مساره المستقبلي، فالقضية الامازيغية كسفينة ركاب وسط المحيط الاطلسي تسلط عليها قراصنة ويسوقونها في إتجاه جبل جليدي لتحطيمها وركابها يصارعون الفاسدين للتحكم في سفينتهم التي تقلهم لبر الآمان، فبمجرد ان تدمر السفينة سيستقل القراصنة زوارقهم لبر الأمان ويموت كل من بقي على السفينة الوطن.
أمازيغ بريس شمال افريقيا, مقالات وفيديوهات الثقافة الامازيغية المغرب والجزائر للإتصال بنا: houcinehouchi@gmail.com
كافة الحقوق محفوظة © امازيغ بريس المغرب