تاريخ تمنار احاحان العاصمة الكبرى لشجرة الأركَان بالمغرب

تمنار هي العاصمة الكبرى لأركَان, مركز فلاحي مهم يقع وسط قبائل حاحة بين الصويرة وأكادير على بعد مائة كيلومتر شمال مدينة أكادير واثنين وسبعين كيلومترا جنوب مدينة الصويرة، على الطريق الرئيسية بعيداً عن ساحل البحر بحوالي ثلاثين كيلومتراً إلى الداخل.
تمنار كانت قديما، مجرد قرية صغيرة بقبيلة ايدأكّلول لا يميزها عن غيرها إلا قصبة من بناء البرتغال على الطريق (تابريدا) كانت تسكن فيها نصرانية تدعى تامنار، فسميت القصبة باسمها على ما يحكى، وقد ورد ذكرها في تاريخ الضعيف الرباطي حيث قال في الصفحة 343 : " خرج السلطان من تارودانت لناحية الصويرة واستهل عليه هلال ربيع الأول عام 1221هـ في قصبة تامنار بين حاحة واشتوكة فوق الصويرة بيوم".

تاريخ تمنار احاحان العاصمة الكبرى لشجرة الأركَان بالمغرب

حينما عين السلطان الحسن الأول القائد المحجوب الكَلُّولي في طريق حركته إلى سوس عام 1299هـ/ 1881م، أمره ببناء مقر قيادته بتامنار، فأعد القائد عدته وشرع في البناء مع بداية عام 1301هـ/ 1883م، وتعاقب على الحكم في هذا المركز خمسة قواد من أسرة الكيلولي وتبعهم القائد سعيد التكَزيريني في عهد الحماية، ثم القواد النظاميون في عهد الاستقلال.
كان الكَيلوليون الأوائل يحكمون من تمنار إلى تيزنيت في بعض الفترات، مما جعل أهل تمنار يغتنون بالأموال والذخائر النفيسة المجلوبة من سوس، فذاع صيتهم بين القبائل الجنوبية، وعلا شأنهم بالدوائر المخزنية في العهد العزيزي (المعسول للمختار السوسي 15/196)، فازدهر العمران والتجارة بتمنار، وأخذ أعيانها يتنافسون في تشييد الأبراج وبناء الرياض واقتناء أجود الخيول، ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل الحصول على أحسن وأجمل ما في البلد من العبيد والإماء، فازدهرت تمنار في عهدهم ازدهارا عمرانيا واقتصاديا وثقافيا، إذ كانوا يزينون مجالسهم بالعلماء، أمثال: محمد بن القائد الكَيلولي (ت1324هـ/1906م)، وإبراهيم الأكَدورتي الإيسي الذي استقدمه رؤساء تامنار فاهتبلوا به وهيئوا له داراً في " تَسِيلاَ اُلْبَرْكْتْ"، فلم يزل هناك ينشر العلم إلى أن توفي في العقد الثاني من القرن الرابع عشر الهجري.

اعتنى رؤساء تمنار الكيلوليون بتعمير مدرسة سيدي حْسَا أُحْسَاين المجاورة لقصبتهم وفرضوا لها ثلث أعشار القبيلة فقصدها الطلبة من حاحة وسوس وغيرها، فازدهرت بذلك الحركة التعليمية بهذا المركز في عهد الكَيلوليين, ومنذ ذلك الحين أصبح مركز تمنار ينموا نموا بطيئا، لأنه لم يعتمد إلا على إمكانياته الفلاحية المحلية، حتى أصبح اليوم مقرا لدائرة قيادات حاحة إلى جانب الجماعة الحضرية لقبيلة إيداكَيلول.
في صيف سنة 1989م تم تدشين مركب ثقافي ضخم بتمنار أطلق عليه اسم قرية أركَان، نظمت فيه جمعية حاحة أول مهرجان ثقافي لأركَان، فأصبحت تمنار اليوم تحتل الدرجة الثانية بعد مدينة الصويرة من بين المراكز الحضرية في حاحة، فعدت من الجماعات الحضرية التي تبلغ مساحتها 15.80 كلم مربع فقط، بينما بلغ عدد سكانها 1500 نسمة، فارتفعت كثافتها السكانية إلى حوالي 95 نسمة في الكيلومتر المربع الواحد.
تتوفر بلدية تمنار على كل البنيات التحية والتجهيزات الأساسية منها شبكة الإنارة وشبكة الماء الصالح للشرب، وشبكة الوادي الحار، وبها مدرسة علمية عتيقة بناها القائد سعيد التكزيريني في عهد الحماية وعمرها، وتدعى الهاشمية أو تمزكَيدا نـ الرَّمَّى (مسجد الرماة) إلى جانب مجموعة من الكتاتيب القرآنية، ومن تجهيزات التعليم الحديث؛ روض للأطفال، وبها مجموعة مدرسية كمجموعة مدارس سيدي سعيد، ومدرسة القدس، وإعدادية وثانوية تمنار.

دشن صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالمنطقة سد سيدي محمد بن سليمان الجزولي الذي كلف بناؤه اعتمادات بقيمة 320 مليون درهم ممولة من الميزانية العامة للدولة سنة 2007، هذا السد من شأنه أن يوفر للمنطقة اكتفاء ذاتيا فيما يخص الماء الصالح للشرب، كما دشن بها صاحب الجلالة عدة أوراش تنموية أخرى.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلمات امازيغية رومانسية معبرة ومعانيها للعاشقين - احبك

تعلم الحروف الامازيغية مترجمة الى العربية - Learn Tamazight

اجمل كلمات امازيغية رومانسية مترجمة الى العربية - عبارات حب قصيره