حق المحروم والفقير بقلم الدكتور عبد الرحيم العماري

يوم لا ينفع مال ولا بنون

تدور عجلة الزمان بسرعة ، فتمضي السنون كأنها أيام معدودة تكاد تحصى وتستحضر فصولها بدقة ، فتتصرم ولايتك التي كنت فيها حاكما على رقاب الأشهاد بعدما نصبوك عليهم طواعية أو لحاجة في نفوسهم ، أو بعدما إستعملت حربائيتك وضجيجك في إستمالة القلوب النقية ، نعم بعدما عانقت وقبلت جباههم ، أو أدخلت يدك في جيبك وأخرجت الكواغط النقدية ذات اللون الأزرق وحشرتها في الآيادي المرتعشة التي لعب الفقر على أعصابها وتركها تستسلم لهاته العملية ، أو وظفت فئة لتخذير العقول في التجمعات التي تأخذ مكانها أمام أبواب البيوت أو على رؤوس الأزقة بأنك هو المنقد والبطل الخارق الهلامي الذي تقضى على يده كل الأغراض وتحل بعقله كل المشاكل العالقة...!

نعم تنتخب وتنصب وتجلس على الكرسي المريح وتأمر وتنهي ، وتبدأ في تحريك عقلك في كيفية جمع الغلة دون أن تسقط في عيون الفضوليين ، تجمع وتجمع... وتملأ البطنة وتخذر الفطنة...! وتنام وتستريح ، وتنسى أو تتناسى عمدا أن بطونا فارغة تتلوى قهرا وجوعا لم تنم عيونها ، تتحسر في كل المناسبات والأعياد لقلة ذات اليد ، وهي تكتوي حسرة على ما يعاني صغارها من حرمان مقارنة مع بقية القوم المنعم عليهم بطرق ملتوية أو غير ذلك .
إن الله ينظر من فوق الجميع ويراقب عباده بما يفعلونه بعباده ، ويؤجل عقابه ليوم مشهود ، فإنتظره أو لا تنتظره ، فهو آت لا محالة ، وإستعد للإجابة عندما تقف مع الجمع المحروم والفقير ، وأي جواب ستكون قد إدخرته لهذا اليوم المشهوذ ،

 اليوم الذي لا ينفع لا مال ولا بنون ولا دور ولا وجبات شهية في أرفع المطاعم الرخيصة في هاته الدنيا ، ولا الليالي الحمراء السوداء المنقوشة في الصحيفة .
بماذا تجيب أيها الحاكم العبقري...! فلا تعتقد لفك ودورانك أمام خصومك الآن سينفعك غدا ، ولا تعتقد بأن شعاراتك التي كنت ترفعها تضليلا لوصولك الى الكرسي في وجه البسطاء قد تستر عليك وتحميك ، لا وألف لا .
فضعاف الشعب تنتظرك ، فإستعد بماذا تجيب....!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلمات امازيغية رومانسية معبرة ومعانيها للعاشقين - احبك

تعلم الحروف الامازيغية مترجمة الى العربية - Learn Tamazight

اجمل كلمات امازيغية رومانسية مترجمة الى العربية - عبارات حب قصيره