تعبير عن الانتخابات المحلية - مفهوم علاقة المنتخب والناخب وأهميتها
اليوم, أصبح المنتخب ينهج نهجا مخالفا لمفهوم العلاقة التي تربط بين المنتخب والناخب، نهجا مبنيا على ذر الرماد في العيون بعدما كان المنتخب بالأمس القريب يرفع شعارا فضفاضا في حملاته الإنتخابية يرص في خطابه كل المعيقات، ويمنح الأماني المعسولة ويلفها في حزمة محكمة ويجعل لها علاجا سهل المنال إن فاز في الانتخابات المحلية, وينتقذ الوضع القائم إنتقاذا لا مثيل له، ويقدم الحلول الجامعة والشاملة لدغدغة مشاعر الناخب بعد تقبيل الجباه والعناق الحار التي تتشابك فيه الضلوع بين المنتخب والناخب.
ما يلبت الحاكم أن تلامس أطرافه المتعبة كرسي الحكم الناعم حتى ينقلب على عقبيه ووعوده، ويهرب بجلذه الى الأمام، ويبرر الواقع المرير ويخلق لنفسه صيغا وأعذارا يجعل منها نفسه مغلوبة على أمرها بفعل عوامل فوق الطاقة أو يقابل الطامعين في تغيير الوضعية الحالكة والمتلهفين لتلك الوعود التي كانت تتناثر بالأمس تحت صخب مكبرات الصوت بالردع، ومحاولة إلصاق تهمة الفشل السياسي التي غرقت فيها سيقانه ومن يدور في فلكه بالمواطن الذي كان يتلمس فيه الخير ويرى فيه الرجل الكفء.
إن إختلال علاقة المنتخب والناخب يؤدي الى التخلف والتهميش، حينها يدفع المواطن ثمن ذلك ويصبح المنتخب الفائز في الانتخابات في بحث دائم عن طريقة يمتص بها ما صادفه أمامه دون أن يتطاير غبار أعماله عليه.